الممنوعون من الحجامة
على الرغم من الفوائد الكثيرة التي لاتنفكُّ الحجامة تحقّقها للبشر جسميّاً ونفسيّاً ووقائيّاً، وما استتبع هذا التحقيق من شيوعها في كلّ مكانٍ من العالم منذ أقدم الأزمان إلى العصر الحديث؛
فإنه لا بد من أن يكون من الناس من هم ممنوعون من مقاربتها، نظراً لكون كلّ شيء في هذه الدنيا قائماً على النقص، والبُعد عن الكمال المتروك دائماً لله وحده سبحانه.
وهؤلاء الممنوعون من الحجامة إمّا أن يكون ذلك لهم بصورةٍ مؤقَّتةٍ لا تلبث أن تزول بزوال المانع المؤقَّت العارض، وإمّا بصورةٍ نهائيّةٍ تضع مانعاً نهائيّاً دون مقاربتها بفعل ملازمته صاحبه طوال حياته ولا يزول مع الأيّام أو يتناقص.
الممنوعون من الحجامة بصورةٍ مؤقَّتة:
ومن هؤلاء الممنوعين من الحجامة بصورة مؤقَّتة يمكن أن نذكر الأطفال، حين لم يتجاوزوا السنوات الأربع الأولى من أعمارهم، وإذا تجاوزوها؛ فهذا لا يعني إجراءها بطريقة حرّة غير مقيّدة، بل بسرعة ورشاقة تجنُّباً لإتعاب هؤلاء الصغار الذين لم يكونوا قد امتلكوا بعدُ قوّة الجسم التي تجعلهم يحتملونها.
كما يُمنع من الحجامة النساء والفتيات في فترة الطمث إلى حين انتهائها؛ إذ إنهنَّ في هذه الفترة يخسرنَ كميّةً كبيرةً من الدماء، ولا يحتملنَ بذلك خسران المزيد منها، لِما سيتسبّب هذا من إلحاق المزيد من التعب بأجسادهنَّ.
كما يُمنَع من الحجامة مؤقَّتاً المصابون بفقر دمٍ شديد، ريثما يستعيضون عنه بدمٍ جديد من خلال العلاج الدوائيّ أو الغذائيّ. وكذلك يُمنَع الذين هم في حالة نقاهة بعد الإصابة بمرضٍ ما ريثما يستعيدون صحّتهم، وكذلك المصابون بنزلة برد وارتفاع في الحرارة ريثما يتعافون، لِما ترافق حالة هؤلاء الأفرقاء الثلاثة من حالة وهن شديد لا مجال لإلحاق المزيد منها بهم.
كما يُمنَع من الحجامة المتبرّعون بالدم هؤلاء الذين يشبهون المصابين بفقر الدم واللائي يمررنَ بدورة الطمث في خسرانهم كميّة كبيرة من دمائهم، ريثما يمرّ عليهم يومان أو أكثر ويكونون قد استعادوا ما يكفي مما كانوا قد فقدوه.
الممنوعون من الحجامة بصورةٍ نهائيّة:
كما يُمنَع من الحجامة نهائيّاً كبار السنّ الذين لا مجال لاستعادتهم مرحلة شبابهم وقوَّتهم من بعد ضعف الشيخوخة.
وكذلك يُمنَع منها الذين يتعرّضون لغسيل الكلى، نظراً لضرورة إجراء هذا الغسيل بصورةٍ دوريّةٍ متقاربة تُسبّب لهم الكثير من التعب الذي لا مجال للخلاص منه بعد العطب الذي لحق بهذا العضو الحسّاس .
كما يُمنَع من الحجامة نهائيّاً المصابون بمرض السرطان؛ هذا الذي لم يُبتكَر له حتى وقتنا الحاليّ علاج ناجع يشفيهم من بوائقه بصورةٍ تامّة. وهذا المنع ينبغي أن يكون، لِما تُسبّبُ لهم الحجامة من إرهاق شديد يُضاف إلى الإرهاق الناجم عمّا يعنيه هذا المرض في الأصل من التكاثر العشوائيّ لخلايا الجسم،
ولِما يُلحِق العلاج الكيميائي والشعاعيّ به بصورةٍ تجريبيّة من عواقب شديدة الوطأة على المرضى، ولا سيّما أنَّ هذه العلاجات يُفترَض أن تكون دوريّة تدوم خلال حياتهم، وتأتي بالموت على الخلايا السليمة مثلما تأتي على الخلايا الخبيثة.
ويُمنَع نهائيّاً من الحجامة الذين رُكِّبت لهم بطّاريّة لتنظيم ضربات القلب، كيلا يكون لهذه الحجامة دورها السلبيّ في اضطراب هذه الضربات ما بين تنظيمها وسرعتها بفعل العمليّة العارضة التي تطرأ عليها.
نرجوا ان نكون قد افدناكم عن الممنوعون عن الحجامة بشكل جيد
شاهدوا معنا ايضا للفائدة الاكبركيف تحمي الحجامة م الجلطة