الحجامة وعلاج بعض الأمراض
العلاج بالحجامة عبر الزمان:
لقيت الحجامة منذ آلاف السنين إلى الآن وعبرَ أنحاء العالم، قبولاً شعبيّاً واسعاً من حيث تشكيلها طريقةً ناجعةً لعلاج بعض الأمراض؛ إذ يمكن أن نلحظ عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي، إجماع الكثيرين الذين جرَّبوها على إيجابيّتها من خلال تعليقاتهم، وقلّة من أفصحوا عن عدم استفادتهم منها أو إلحاقها ضرراً بهم.
وقد استعانت الحضارات القديمة لدى استخدامها، بطرقٍ عديدةٍ انتهت إلى غايةٍ واحدة، تمثَّلَت في استخراج الشوائب والفساد من الجسم، والوصول بالمريض إلى تخليصه من الآلام وضمان الشفاء والراحة له.
فقد كان قوم لوط يرمون رأس المريض بالحجارة، بغيةَ تخليصه من الدم الفاسد الذي يتموضع فيه بحسب اعتقادهم، ويا ليتهم كانوا يعلَمون حينذاك أن سيأتي عليهم يومٌ يمطِرهم الله فيه بحجارةٍ مسوّمةٍ من عنده بغية انتزاع فسادهم بكليّته من الأرض.
أما الحضارة الصينيّة؛ فقد استخدمتها وفق ما سُمِّيَ الطريقة الجافّة، التي لا تعتمد على استنزاف الدم، إنما على وضع ما سُمِّيَ كاسات الهواء في نقاطٍ معيّنةٍ من الجسم بحسب المرض، كلُّ حالةٍ صحيّةٍ لها نقاطها الخاصّة بها وفقاً للخريطة العصبيّة التي توصَّلوا إلى وضعها بشأن الجسم الإنسانيّ، واستفراغ هذه الكاسات من الهواء،
نظراً لِما تُحدِث لدى انتزاعها، من تنشيطٍ وتحفيزٍ لنقاط الجسم المتعَبَة. لكن بحسب ما أدلى به بعض الخبراء؛ لم تكن هذه الطريقة الجافّة مفيدةً وفق الدرجة التي تمّت ملاحظتها في الطريقة الأخرى الرطبة؛ إذ لا تلبث حالة المريض أن تستجد عليه ولا تلبث الآلام أن تعود بعد تسكينها مؤقَّتاً.
ثم جاءت الحضارة الإسلاميّة، لكي تتحوّل الحجامة فيها إلى سُنّة نبويّة شريفة؛ إذ دعا الرسول عليه الصلاة والسلام إلى اعتمادها مرّةً في العام من أجل الوقاية، وفي كلّ مرّة تستدعيها إصابةٌ بمرضٍ ما، ذلك استجابةً للملائكة الذين أمروه بها، والذين لم يأتوا بأمرهم من عندهم حتماً إنما من الله الشافي المعافي.
وقد اعتمد فيها المسلمون الطريقة الرطبة لا الجافّة التي وُجدَت لدى الصينيين، ذلك بوضع كاسات الهواء الصينيّة ذاتها في نقاط الجسم المحدّدة بحسب المرض أيضاً،
لكن بعد تشطيب هذه النقاط بمحجم أو بموس حادّ، بغيةَ استخراج الدم الفاسد منها، أو من السموم التي تتموضع تحت الجلد بحسب ما انتهت إليه الأبحاث العلميّة
الحديثة. لكن تجدر الإشارة إلى تحفُّظِ الأطبّاء اليوم على مصطلح الدم الفاسد الذي لا يوجد في الجسد الإنسانيّ بحسب اعتقادهم، إنما الدم النقيّ، وإلا لَتسبَّبَ ذلك الفاسد
بأكبر المخاطر له. مع العلم أن تحفّظهم هذا لا ينفي إيمانهم بجدوى الحجامة، التي من شأنها أن تحفّز مراكز الجسم الضعيفة العليلة، وتخلّصه من الخلايا الميتة.
الوفي مقالتنا الحجامة وعلاج بعض الأمراض سنذكر لكم
الأمراض التي تعالجها الحجامة:
وقد ذُكِرَ من الأمراض التي يمكن أن تعالجها الحجامة: الصُّداع، وقلّة المناعة، والضغط الشرياني، وضربات البرد التي تصيب الظهر ” الروماتيزم”، وتنشيط مراكز
الطاقة في الجسم بحسب ما يرى الخبراء ضمن هذا المجال. بينما لا تفيد في علاج أمراض أخرى مثل مرض الفيل، وتآكل العظم،وبعض الأمراض الأخرى
وتآكل غضروف الركبة. بل إنه لا يجوز اعتمادها لعلاج أمراض أخرى، مثل الأنيميا التي يفقر فيها الدم ويحتاج المريض إلى المزيد منه بدلاً من إنقاصه.
أوقات العلاج بالحجامة:
صحيح اننا نتكلم عن الحجامة وعلاج بعض الأمراض لكن لابد ان نتكلم عن اوقات الحجامة
علماً أن للحجامة أوقات إجرائها المناسبة التي تقيَّدَ بها القدماء ولايزال يتقيّد بها المعاصرون، نقلاً عن التدوينات القديمة التي لم يتمّ تثبيتها إلا من بعد تقصّيهم مئات بل
آلاف التجارب، أو عملاً بما ذكر الرسول عليه الصلاة والسلام بما عَلِم عن طريق الوحي أو من خلال خبرته الموروثة. إنها ينبغي أن تُجرى بحسب الأشهر القمريّة
العربيّة لا الشمسيّة،
وتحديداً في السابع عشر والتاسع عشر والحادي والعشرين من أيّ شهر دون أن يُعرَف سبب هذا التحديد، مثلما لا يُعرَف سرُّ فوائد الحجامة الأقرب
إلى الغيبيّة إلا لدى الله. وإذا ما كانت هناك حالات مستعجلة لا تحتمل الانتظار؛
فقد كانوا يعتمدون من الأسبوع يوم الاثنين أو يوم الثلاثاء ومن الممكن يوم الخميس. أما يوم الأربعاء فقد كان القدماء يستبعدون الحجامة فيه كلّ الاستبعاد ويتجنّبونه كلّ التجنُّب ويتطيّرون منه، لكون النبيّ أيّوب وبعض الأنبياء عليهم السلام قد ابتلوا فيه،
في هذا اليوم الأربعاء بالأمراض وبسوى الأمراض من الفجائع الأخرى، بينما كان يوم الاثنين اليومَ الذي شُفِيَ فيه النبي أيّوب.
بعد ان شاهدتم الحجامة وعلاج بعض الأمراض,
للتوسع أكثر في فوائد الحجامة اليكم فوائد الحجامة للظهر وكذلك فوائد الحجامة لالام الرقبه
لكن مقابل ما ذكرنا من جدوى العلاج بالحجامة؛ فإن هناك محاذير وأضراراً لها ينبغي الأخذ بها للاطلاع عليها تابعي مقالتنا محاذير الحجامة
دمتم بصحة وعافية
المراجع: